الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الباحث عفيف البوني في كتابه الجديد: لا لتوظيف المقدسات لتكبيل الحريات ولا لخلط الدولة والسياسة بالدين

نشر في  27 مارس 2014  (19:24)

أصدر الباحث عفيف البوني مؤلفا يحمل عنوان "دعوة راشد الغنوشي الى أسلمة المسلمين وخلط الدولة والسياسة بالدين" وهو عبارة عن "دراسة موثقة في استراتيجية توظيف المقدسات لتكبيل الحريات وحظر الإبداعات واستبدال نظام الجمهورية الديمقراطي بحكم الخليفة المطلق" وفق ما جاء في تقديم الكتاب.

ويقول الكاتب إن مؤلفه ينتصر لهوية التونسيين الإنسانية ثم العربية الإسلامية المتفتحة على اللغات الحية والثقافات الإنسانية والحديثة والعلمية وهي هوية تتفاعل، تتغيّر وتتطور بحسب الحاجات والتحديات، تتجدد باستمرار، يصنعها كل التونسيين في كل يوم، من خارج الأحزاب والدعاة والسياسيين، بحسب ما تحقق في تاريخ النهضة والاستقلال، بالعلم وبالعمل وأخيرا بالثورة وفي المقدمة النخب.

ويواصل الكاتب ذاكرا: "هذا الكتاب يسجل الفرق بين أفكار التقدم وحركة النهضة التونسية، وبين (إيديولوجية واستراتيجية حركة حزب النهضة والسيد راشد الغنوشي) كما يسجّل خطورة حرف الرأي العام عن معركة التنمية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، إلى معارك مفتعلة باسم أسلمة المسلمين والدولة والسياسة الإيديولوجية (والتي فرّقت ولم توحّد).

ومؤلف هذا الكتاب، مثقف وجامعي وباحث، يقدم دراسته هذه، وهو على علم بتراث وتاريخ الشعب والبلاد والعالم والإسلام والثقافة العلمية والحديثة، عرف: عظمة الإسلام وإبداعية الإنسان وفائدة المعارف ونسبيّة نتائج العلوم الاجتماعية، وجمالية الفنون، وكونية القيم المشتركة بين البشر، والحق في المساواة بين الرجال والنساء في الكرامة وفي الحقوق، بناء على التساوي في القدرات، وانتهى الى أنّ ما يصلح لكل البشر، يصلح لكل التونسيين ومن الجنسين، وإلى أنّ الماضي لايعود (ولا يستعاد أبدا)، وأنّ المستقبل يتّسع لإبداعات غير محدودة للإنسان، وهي أعظم ممّا تخيله الأسلاف، وأن الممكن الذهني (الإيديولوجي) هو غير الممكن السياسي والتاريخي في الواقع، وأنّ التجربة تعقلن الإنسان المثالي كما لا تعقلنه النظريات، وأنّ التجريب المتكرر يصنع اليقين في العقل الموضوعي، وأنّ النقد هو منهج التصويب والتصحيح والمراجعة، ومن يفعل ذلك يتقدم ويمتلك الشجاعة والمعرفة معا.

ومحتوى هذا الكتاب، يطرح بالضرورة الحاجة الى أن يتحاور التونسيون من أجل ألاّ يقع المس بالحداثة لأنّه، لن تبقى تونس، ولن تكون التنمية، الا أن يتحاور التونسيون من أجل ألاّ يقع المس بالحداثة لأنّه لن تبقى تونس، ولن تكون التنمية، الا بقيم الحداثة في العلم وفي العمل والفن ونمط الحياة الحر كما في السياسة التي لا يجب إخضاعها لرجال الدين.

ويطرح الكتاب السؤال الآتي: هل ينجح مشروع يستهدف استعداء كل الكفاءات ومن عملوا منذ الاستقلال (وممن لم ينهبوا أو لم يرتكبوا جرائم) من النقابيين، ورجال الأعمال، والقضاة، ونشطاء حقوق الانسان، والمفكرين والمثقفين والصحافيين والعلمانيين والحداثيين والفنانين والمسلمين (غير الإسلاميين) والنساء والجمال والعلم والفن والحرية...؟